تحولت مناطق من غابة المعمورة على أطراف مدينة سلا إلى مطرح للنفايات، حيث انتشرت بقايا أزبال وأكياس بلاستيكية، في منطقة «سيدي عميرة» بغابة المعمورة، في الوقت الذي دعا نشطاء البيئة إلى إنقاذ جزء من غابة المعمورة المجاورة لسلا الجديدة، بعدما شهدت في الآونة الأخيرة تساقطا كبيرا لأشجارها، مما يهدد هذا المتنفس الطبيعي الذي يلجأ إليه السكان من أجل الرياضة والتنزه، خاصة خلال نهاية الأسبوع.
وحذرت الفعاليات البيئية من تعرض «رئة الرباط وسلا» للدمار والتخريب والفوضى، جراء انتشار الأزبال ومخلفات الزوار، ناهيك عن السماح للسيارات باقتحام هذا الفضاء الإيكولوجي، بالرغم من وجود لافتة كبيرة وضعتها السلطات الوصية تشير بشكل واضح إلى منع إدخال السيارات.
في السياق ذاته، عاينت «الأخبار» عددا من الأشجار بغابة المعمورة متساقطة، بالإضافة إلى تراكم أكوام من النفايات وانتشارها على امتداد جانب الشريط الطرقي للطريق المدارية والوطنية الرابطة بين الرباط وفاس، علما أن الغابة تتزين بأشجار البلوط، حيث تعتبر المعمورة خزانا وطنيا لأشجار البلوط الفليني. وأشارت مصادر إلى أن النفايات وموت وتساقط الأشجار، إلى جانب الرعي الجائر لبعض الفلاحين في الغابة، من المشاكل التي تعاني منها غابة «المعمورة»، بالإضافة إلى خطر سابق أحدق بها تمثل في انتشار حشرة «لاروقة»، حيث تعرضت مساحة تمتد على 15 ألف هكتار من غابات البلوط الفليني بمنطقة الرباط سلا القنيطرة، خلال العام الماضي، لأضرار في أوراق الأشجار بسبب اجتياح حشرة «لاروقة».
من جانب آخر، أوضحت مصادر من إدارة المياه والغابات ومحاربة التصحر أن المشكل الأساسي الذي يواجه غابة المعمورة، هو «تساقط أشجارها، وهو الأمر الطبيعي المرتبط بنوعية تربة الغابة وعمر الأشجار وموجة جفاف التربة أيضا». مضيفة أن الأضرار التي لحقت بغابة المعمورة ترتبط باجتياحها بدودة «لاروقة»، وأنه «ليست هذه المرة الأولى التي تعاني فيها غابات البلوط الفليني بالمعمورة، حيث يظهر هذا الإشكال المرتبط بالتحولات الطبيعية حوالي كل عشر سنوات، ونتعامل معه من أجل مساعدة الطبيعة على تحمل هذا الإكراه»، مشيرة إلى أن السلطات الوصية تدخلت من أجل معالجة هجوم الحشرة على غابة المعمورة.
النعمان اليعلاوي
